مسافر بلا عنوان
طالت الرحلة وطال الانتظار انا مسافر عبر الابحار اطلق شراعى فامضى باحثا عن الامان علنى اجد ارضا تنبت فيها الاغصان او اجد دربا سار علية يوما انسان ليتنى ارى للسماء نجما اهتدى بة للاوطان طالت الرحلة وطال الانتظار ليتنى ما ولدت بهذا الزمان فالذنب اثقلنى واخشى الحرمان والخطايا هوت بالشراع من العنان ارفع يدى راجيا الرحمن وعساى انة لى الربان طالت الرحلة وطال الانتظار
مسافر بلا عنوان

2009-09-02

كلماتى

عندما تحتويك الحياة وتنظر في عيون الناس فترى ذاتك متأصلة في أرواحهم .. وحينما يتملك النفس نبض حي بمن حولها لأنها تسكنهم جميعا .. تكون قد رزقت حب الناس فأبشر بحب الله .



سألته " هل ستؤلمها كثيرا .. كنت أخشى الوجع على فمها الذي أنهكه التعب وأسهر عينها ليلتين .. لمحت الدموع تهرب خلسة من أجفانها .. يا لها من وخزة لم أشعرها أبدا حتى عندما عشقت .. يقولون أن التوأم روح قسمت نصفين وأنكر أنها قسمت هي ما تزال روح واحدة تحيا في جسدين .. أخبروني أننا خرجنا إلى الحياة تباعا .. هي أكبر بدقيقة وتلوتها أنا .. أفلا يكون حقا على الصغير أن يحمل الوجع عن توأم روحه .



بين غياب الأصل وضياع روح الواقع .. وحينما انتهى الأساس وانعدمت الرؤية .. وسط عالم اختفت فيه كل المفاهيم الطبيعية .. يهل علينا رمضان المعظم بلياليه المقدسة وساعاته الفضيلة .. كأنها الرسالة الإلهية التي تعيد كل قلب لرشده لتضبط قوانين الحياة وتعود ثانية فتسن الحق حقا متبعا والباطل منكرا متروكا .



على طاولة ذلك المقهى في البناية الأثرية القديمة .. كانت أول جلسة لي في تاريخ حياتي على " القهوة " ولو أنها لم تكن جلسة أحجار المعسل والشيشة .. سقاني فيها من عذب رحيقه شعرا شاب من نعم ربي علي أن عرفته .. آمنت يومها أن الأصل في الحياة التناقض .. لم لا وقد سبقت هذه الجلسة ندوة لمناقشة رواية كاتبها يطلق على جنة ربنا جنة مزعومة وعلى أبي البشر آدم عليه السلام " ساذجا" .. الأقلام تكتب مع من شاء لكنها لا تحترم إلا الحرف الذي يقدس خالقها ويحفظ عليها أمانتها




وكأنه ليس ذلك النيل الذي عشقته ورافقت طريقه الممتد في مدينتنا كثيرا .. كأنني لست أنا أو أن روحي بدلت بغيرها أو ربما يكون عقلي قد فقد صوابه وانهدمت مآذن الفكر والذاكرة فيه .. لم تكفيني حينها ألف دمعة ودمعة ولن يجدي البكاء .. رأيتني أنهار تماما .. ذلك الكيان الشاب يسقط أساسه وتذبل جذوره ليضحي بعد وقت قليل جسد ولا روح .. يحثت عن الصبر داخلي ليكتم تلك الصرخة التي أثارتها حرارة قلبي حتى وصلت إلى أول حلقي وكادت تخرج لولا أن شيئا ما منعني لا أعرف ما هو ..


فكرت .. حاولت إقناع نفسي أن أمرا ما يشغلني خلط علي الأمور وركب بعضها في غيره .. لكن عقلي أبى أن يستجيب لي .. إذا كانت الخيانة تأتيني من ذاتي فما لي ألوم غيري وإن كان قريبا مني بدرجة تمنعه من الخيانة إن خان ..


استسلمت لتلك اللحظة واستفسرت رجلا من المارة عن مبنى المحافظة ليزداد ألمي وتبكي روحي أكثر .. إذ هو خلفي .. تلك البوابة التي فارقتها منذ قليل هي أحد مداخل المحافظة .. وليك أيها العقل .. جعلت أكرر ذكر الله حينا ثم تلوته بتكرار اسمي حتى لا يضيع هو الآخر من ذاكرتي .. لم أجد بدا من سيارة الأجرة وإن كان وعيي ما يزال يذكر أن الطريق في آخر الشارع المقابل لمبنى المحافظة إلا أنني الآن تائه عن نفسي فكيف لي أن أدرك ذاك الشارع . وعدت أخيرا أحمل هما على همي و قد زاد في رصيد الألم والأرق والقلق ضيفا جديدا اسمه " من أنا ؟ " سأتعرف عليك أيتها الروح من جديد ..


استلمت كأس الماء البارد .. وضعته عند فمي فاختلطت دموع أجفاني بقطرات الماء .. رميت بالكأس بعيدا .. سقطت على ذاك الكرسي الذي رحت عليه من شدة الإرهاق في عفوة طويلة أظنها استمرت ساعة أو أقل .. صحوت بعدها أحاول نسيان ما جرى .. رحت اتصفح ما كتبت سابقا .. وجدتني ما زلت أتذكر كل شيء مضى إلا ما كان اليوم سوى تلك اللحظة التي قلقل فيها كياني كأنما هزه زلزال قوي بكل مقايس الزلازل .. ليتني أنسى هذه اللحظة .. ليتني أعرف حقا ماذا جرى اليوم مع بدايته .. متى صحوت ومتى خرجت وحتى ما الذي كنت أفعله هناك في مبنى المحافظة ..


أكثر آلام الغربة أن تشعر بغربتك داخل نفسك .. أشد ألوان الخيانة أن تخونك روحك .. أكثر الوجع مرارة أن تتألم من سياط تضربك به ذاتك .. هكذا صنعت مع نفسي اليوم وهكذا صنعت معي .. أحمد الله أني ما زلت أعرف من أنا .



يبتدع الكاتب كلمة .. والرسام صورة .. والملحن سينفونية عذبة .. كل ذلك لايسليني بقدر ما يطربني إبداعها لكمة أحبك .. ملامحها هي صورتها التي ازدانت بطيف العشق وعزفها تغاريد التيم والهوى على أوتار لحن الحياة .


ليس أصعب على نفسي من بعدها مكانا وقربها مكانة .. لكني أراني و نبرة صوتها أوحرف من شدوها أوسحر من خيالها يكفيني لأعيش دهورا .. فماذا عساني أن أعيش لو كانت حقا معي ؟


0 التعليقات:

مسافر بلا عنوان © 2008 | تصميم وتطوير ناصر زيدان